المطور في المنطقة الاستثمارية: أسئلة مستثمر وإجابات قانونية من المحامي مؤمن رميح

فهمت أن هناك "مطورًا" مسؤولًا عن المنطقة الاستثمارية. ولكن من هو هذا المطور بالضبط؟ وهل يمكن لأي كيان أن يكون مطورًا؟ ذكرت "شخص اعتباري". هل يعني ذلك أن الأفراد لا يمكنهم أن يكونوا مطورين للمناطق الاستثمارية؟ وما أهمية أن يكون المطور شخصًا اعتباريًا وليس طبيعيًا؟ هل الترخيص الذي يتحدث عنه القانون هو ترخيص واحد يشمل جميع المهام (الإنشاء، الإدارة، التطوير، التنمية) أم أن لكل مهمة ترخيص خاص بها؟ ماذا يحدث إذا لم يلتزم المطور بأحكام القانون أو بشروط الترخيص؟ هل هناك عقوبات أو إجراءات معينة؟

7/3/20251 min read

المطور في المنطقة الاستثمارية: أسئلة مستثمر وإجابات قانونية من المحامي مؤمن رميح

المستثمر: فهمت أن هناك "مطورًا" مسؤولًا عن المنطقة الاستثمارية. ولكن من هو هذا المطور بالضبط؟ وهل يمكن لأي كيان أن يكون مطورًا؟

المحامي مؤمن رميح: تعريف المطور واضح قانونيًا. هو كل شخص اعتباري - أي شركة أو هيئة أو مؤسسة، وليس فردًا - يتم ترخيصه خصيصًا من الجهات الحكومية المختصة. هذا الترخيص يمنحه الحق في القيام بأي من هذه المهام: إنشاء منطقة استثمارية من الصفر، أو إدارتها بعد إنشائها، أو تطويرها بتوسيعها أو تحديثها، أو تنميتها من خلال إضافة خدمات ومرافق جديدة. كل ذلك يتم وفقًا لأحكام القانون المنظم للمناطق الاستثمارية. إذًا، ليس أي كيان يمكنه أن يصبح مطورًا، بل يجب أن يكون مؤهلًا ويحصل على الترخيص اللازم.

المستثمر: ذكرت "شخص اعتباري". هل يعني ذلك أن الأفراد لا يمكنهم أن يكونوا مطورين للمناطق الاستثمارية؟ وما أهمية أن يكون المطور شخصًا اعتباريًا وليس طبيعيًا؟

المحامي مؤمن رميح: هذا صحيح تمامًا. القانون ينص صراحة على أن المطور يجب أن يكون شخصًا اعتباريًا. هذا يعني أنه لا يمكن لفرد واحد أن يقوم بهذا الدور بشكل مباشر. أهمية ذلك تكمن في عدة جوانب:

* القدرة المالية والتشغيلية: إنشاء أو تطوير منطقة استثمارية يتطلب استثمارات ضخمة وقدرات تنظيمية وتشغيلية معقدة، وهي مهام تتجاوز قدرات الأفراد عادة. الشركات والهيئات لديها الهيكل التنظيمي والموارد اللازمة لذلك.

* الاستمرارية والمسؤولية: الشخص الاعتباري له وجود قانوني مستقل عن مالكيه، مما يضمن استمرارية المشروع حتى في حال تغير الملكية أو الإدارة. كما أن المسؤولية القانونية تجاه المشروع تقع على الكيان الاعتباري، مما يوفر حماية أكبر للمستثمرين والدولة.

* التخصص والخبرة: غالبًا ما تكون الشركات المطورة متخصصة في هذا المجال، ولديها الخبرة الفنية والإدارية اللازمة لإدارة مشاريع بهذا الحجم والتعقيد.

* الرقابة والإشراف: التعامل مع الأشخاص الاعتباريين يسهل على الجهات الحكومية مهمة الرقابة والإشراف على أداء المطور ومدى التزامه بالقوانين والخطط الموضوعة.

المستثمر: هل الترخيص الذي يتحدث عنه القانون هو ترخيص واحد يشمل جميع المهام (الإنشاء، الإدارة، التطوير، التنمية) أم أن لكل مهمة ترخيص خاص بها؟ وما هي الجهة التي تمنح هذا الترخيص؟

المحامي مؤمن رميح: غالبًا ما يكون الترخيص شاملًا أو محددًا بوضوح للمهام التي سيقوم بها المطور. قد يكون هناك ترخيص أساسي عام لكون الكيان مطورًا لمنطقة استثمارية، ثم يتم تحديد نطاق المهام المسموح بها (إنشاء، إدارة، تطوير، تنمية) ضمن بنود هذا الترخيص أو في اتفاقيات لاحقة مع الجهات الحكومية. على سبيل المثال، قد يرخص لشركة بإنشاء وتطوير منطقة معينة، ثم يسمح لها أيضًا بإدارتها بعد اكتمال الإنشاء.

أما عن الجهة التي تمنح هذا الترخيص، فهي تختلف حسب التشريعات المنظمة للمناطق الاستثمارية في كل دولة. في مصر، على سبيل المثال، يمكن أن تكون هيئة الاستثمار العامة أو الجهة الحكومية المشرفة على قطاع معين (مثل الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس للمناطق التابعة لها) هي الجهة المسؤولة عن منح هذه التراخيص، وذلك بعد دراسة دقيقة لملاءة المطور وخبراته الفنية والمالية ومدى توافق خططه مع الأهداف التنموية للدولة.

المستثمر: ماذا يحدث إذا لم يلتزم المطور بأحكام القانون أو بشروط الترخيص؟ هل هناك عقوبات أو إجراءات معينة؟

المحامي مؤمن رميح: بالتأكيد، التزام المطور بأحكام القانون وشروط الترخيص هو أمر جوهري لضمان نجاح المنطقة الاستثمارية وحماية حقوق المستثمرين. في حال عدم الالتزام، فإن القانون يحدد آليات للتعامل مع هذا الأمر، والتي قد تشمل:

* الإنذارات والتنبيهات: البدء بتوجيه إنذارات رسمية للمطور لتصحيح الأوضاع.

* فرض غرامات مالية: توقيع عقوبات مالية في حال استمرار المخالفة أو الإهمال.

* سحب بعض الصلاحيات: قد يتم تقييد بعض صلاحيات المطور أو سحب بعض الأنشطة الموكلة إليه.

* إنهاء التعاقد أو سحب الترخيص: في الحالات الجسيمة أو تكرار المخالفات، قد يصل الأمر إلى إنهاء التعاقد المبرم مع المطور أو سحب ترخيص مزاولة نشاط التطوير بشكل كامل.

* المساءلة القانونية: قد يتعرض المطور للمساءلة القانونية إذا ترتب على مخالفته أضرار جسيمة للمستثمرين أو للدولة.

الهدف من هذه الإجراءات هو ضمان تنفيذ المشروعات وفق الخطط الموضوعة، وتوفير بيئة استثمارية مستقرة وجاذبة. هل لديك أي استفسارات أخرى حول دور المطور أو الجوانب القانونية المتعلقة به؟